بعد عديد الطامات التي نزلت الواحدة تلو الأخرى بعالمنا العربي و التي
أخيرها و ليس آخرها إقامة الخلافة الإسلامية على يد نفر لا يعلمون إن هم كانوا
صنيعة للغرب أم الشرق, لست أرى و الله أعلم سوى أن راعي البقر الأمريكيcow-boy أثبت لنا بما لا يدع مجال للشك بأننا نحن العرب
لسنا سوى قطيع من الأبقار يتفنن في رعيها راعيها كما يحلو له, فمرة يسوقنا شرقا و
مرة يسوقنا غربا و هو أعلم منا بمراعينا.

قد يقول قائل لما
هذا الجلد للذات و إطلاق النعوت بما ليس فينا, فأجيبه بثلاث:
1 يقول جل في علاه:
أولائك كالأنعام بل هم أضل, أولائك هم الغافلون (و لا تبحث من هم الغافلون في
زماننا..إنهم نحن العرب بلا منازع)
2 يقول خاتم
الأنبياء و سيد النبوءات: بل أنتم يومئذ كثير و لكنكم غثاء
كغثاء السيل
3 معلوم أن راعي
الأبقار الأشهر و الأجدر في العالم هو ال caw-boy الأمريكي
فلا يعجبن أحد مما
يحدث في عالمنا العربي, و لا يلومن أحد علينا, فلقد رضينا بما من الله علينا, فنحن
أبقار نتقن أكل العشب و نتقن الإنصياع لراعينا, و لقد أنعم الله علينا بخير ما
جادت به الطبيعة من الرعاة فلنحمد الله على نعمته, و والله إني لأخشى أن يتركنا
راعينا لحالنا فنهوم في الفلاة, و لا حول ولا قوة إلا بالله.