يبدو أن الحكام العرب لم يستوعبوا الدرس التونسي جيداً على الرغم من سطوع شمسه على كل الأقطار العربية, و بقوا يشاهدون أخبار سقوط بن علي كل على شاشته الأولى و يستمع إلى نصائح مستشاريه من أعلى عليائه.
قد يختلف ما يحدث اليوم في مصر عن ما حدث في تونس قبل أيام قليلة في بعض تفاصيله و لكن لا يختلف عاقلان عارفان لما يجمع الأمة العربية من المحيط إلى الخليج في الربط بين الحدثين, إذ لا يمكن بعد اليوم اختزال انتفاضة شعب عربي في خانة الحدث المعزول أو اللا حدث, أو أن يربط انتفاضته بمطالب اجتماعية (شرعية) دون السياسية (لا شرعية). لقد بدأ الربيع العربي حقاً...و كل من يعتقد أن الأمر سيتوقف عند حدود مصر فهو من الغباء بما كان, إذ أن الثمرة الحقيقية للزلزال الذي أحدثته الثورة التونسية لا تكمن في إنهاء نضام بن علي فقط بل تتعداه إلى سائر الأقطار العربية بإحداث حالة تسونامي بدأت أولى بشائره تظهر في مصر و لن تتوقف عند حدودها...و لله في خلقه شؤون.
