mercredi 17 juin 2015

حذار يا جزائر...الصعود إلى القمة


تتزايد المخاوف من هجمات بالطائرات قد يشنها تنظيم الدولة من ليبيا على كل من الجزائر و تونس خلال شهر رمضان فهل ستقع حقا مثل هكذا هجمات على شاكلة ما حدث بنيويورك في خريف 2001؟ و ما هي تداعياته على الجزائر و المنطقة؟
قبل أزيد من سنتين قامت جماعة إرهابية بعملية مخابراتية نوعية، و هي الهجوم على القاعدة الغازية بتوقنتورين في الجنوب الجزائري، فكان الرد آنذاك (أمنيا و دبلوماسيا) غير متوقع بل و صادما للإرهابيين و لأجهزة المخابرات الداعمة من خلفهم، و هي العملية التي جعلت من الجزائر الفاعل الأول في المنطقة بلا منازع بحيث لا يمكن اليوم لأي دولة أن تتجاوز رأي الجزائر فيما يخص المنطقة، و الأمثلة على ذلك عديدة و ليس أدل من ذلك الحيلولة دون التدخل العسكري في ليبيا و الذي كانت تصبو إليه العديد من الدول ليس أقلها مصر و فرنسا، فالجزائر اليوم و بفعل تعرضها لذلك الهجوم و حسن تعامل الجيش معه بات مسموح لها بأن تكون أول من يقرر في مصير المنطقة.
بالعودة لإمكانية حدوث هجوم بالطائرات على مواقع اقتصادية و سياسية في الجزائر و حتى في تونس (دوائر صنع القرار في الجزائر تضع اليوم أمن الجزائر و تونس في نفس الكفة) فإن مثل هذا الهجوم إن كتب له النجاح فسيدفع الجزائر حتما إلى إعادة النظر في المبدأ القائل بعدم التدخل عسكريا خارج الحدود مهما كان الثمن، و سيعجل بدفع الجزائر للعب أدوار إقليمية أخرى غير التي تقوم بها اليوم في كل من مالي و ليبيا، و كلنا يتذكر كيف انطلقت أمريكا بوش تعربد في العالم شرقا و غربا بعد هجمات 2001 من دون حسيب و لا رقيب.
حذار يا جزائر، فلعبة من هذا الحجم تتطلب من الإمكانيات ما لا نملكه اليوم، و من الخطأ الإعتقاد بأن قوة الجيش و الدبلوماسية كفيلتان لوحدهما للانتصار بهكذا معارك. إذا أرادت الجزائر قيادة المنطقة بحق فعليها أن تمتلك أولا عوامل الانتصار و هي:
1-      اقتصاد قوي و قادر على التكيف مع مختلف التغيرات الاقتصادية و الأمنية
2-      آلة إعلامية ضاربة قادرة على الدفاع عن الأطروحات الجزائرية
3-      إشعاع ثقافي في المحيط الطبيعي للجزائر (العالم العربي و الإسلامي، إفريقيا و المتوسط)
4-      تقوية البناء الداخلي كتعزيز ثقافة الديمقراطية و العيش المشترك و تقبل الآخر
كل هذا من دون إغفال العاملان الأولان (الجيش و الدبلوماسية).
الأكيد أن العالم و المنطقة لن يكونا بعد عشر سنين على الشكل الذي هما عليه اليوم ، و الجزائر أيضا لن تكون بنفس الشكل و لا الموقع الجيوسياسي، فهل ستتمكن من العبور إلى القمة بسلام؟
صاحب المقال: دكتور بومدين مروان   boumedienems@gmail.com
متابع للشأن العام الوطني و العربي