dimanche 12 juillet 2015

أحداث غرداية تعري عوراتهم الجزائر...المغرب...و الصهيونية

أحداث غرداية تعري عوراتهم
الجزائر...المغرب...و الصهيونية
كنت قد كتبت في مقال سابق بأن أزمة غرداية ستكون دافع للجزائر بأن تتقوى و لن تكون أبدا سببا في انهيار الدولة مثلما يرغب البعض من عرب و عجم، و بأنها ستكون سببا أيضا في فرز الصديق و الشقيق من العدو، و ما كادت الأحرف تجف حتى بدأ الفرز مبكرا على ما يبدو، لأنه في نظري اعتقد بعض المتربصين أن الفرصة قد حانت للانقضاض على الجزائر.
سوف لن ألف و أدور مثلما يفعل الكثير من محترفي التحاليل و من خبراء الاسترتيجيا كما يحلو للبعض تسميتهم، و سأدخل في صلب الموضوع، فلم تكد تهدأ الأنفس بغرداية الجريحة حتى خرجت علينا بعض الأبواق من الجار المغربي رافعة شعار لا أجد كيف أصفه و إن كنت أتوقع يوما أن تصل النذالة بالبعض إلى هذا المستوى، و هو بكل بساطة و وقاحة شعار "غرداية ثوري ثوري على النظام الدكتاتوري"، هذا الشعار الذي رفع أمام البرلمان المغربي و إن دل على شيء فإنه يدل على حجم الغل الذي يكنه لنا هذا الجار الذي لم نخير في جواره، و على رغبة جامحة لدى العديد من أطياف المجتمع فيه -دون الحديث عن نظامه المرتبط عضويا بالصهيونية العالمية- أقول رغبة جامحة في التنكيل بالجزائر و دفعها إلى الانفجار و التلاشي من الخريطة. و لك أن تبحث في تاريخ الجزائر كلها إن كان طيفا من أطياف المجتمع الجزائري مدفوعا أو غير ذلك رفع يوما ما شعارا من هذا القبيل تحريضا لشعب لأن يثور على حاكمه، اللهم إلا تحريض الفلسطينيين على عدوهم.
هذا هو حالنا مع هذا الجار، و إن كان لم يجرؤ أحد من الرسميين في الجزائر على التعاطي معه على هذا الأساس فهذا راجع لمبادئنا و أخلاقنا في التعامل مع من ندعي أخوته، مبادئنا و أخلاقنا التي منعتنا بالأمس من الرد على من وصفونا باللقطاء في مصر، و تمنعنا اليوم من أن نقصف شعبا أعزلا في اليمن إرضاءً لأحفاد بني قريضة، أو أن نشارك في تمزيق ليبيا أو إسقاط سوريا أو مصر، هذا هو حالنا لمن لا يعرفنا، و لن يكون حالنا أبدا عشيقة لقضاء ليلة حمراء مع من يدفع أكثر.
ما ذهب إليه المغرب في تعديه على الجزائر لن يمر مرور الكرام على النظام في الجزائر و بالخصوص جهاز المخابرات، و لا يجب أن يمر مرور الكرام، و على أمير مؤمنيهم و من حوله أن ينتظروا الرد الجزائري و الذي لن يكون مباشرا و لا صاخبا و هذا ما دأبت عليه الجزائر في تعاملها مع الخونة من من يدعون أخوتنا، على النظام الجزائري من اليوم فصاعدا أن يضع نصب عينيه إسقاط مملكة الحشيش و تجارة الجنس و المؤامرات، علينا من اليوم فصاعدا أن نغير من عقيدتنا القتالية و وضع هذا النظام في خندق إسرائيل، فهكذا نظام لا يؤمن جانبه، الأصل فيه الغدر و الخديعة، و لن يسأم من التآمر علينا حتى يخرب ديارنا، على الجزائر إسقاط هذا النظام و إقامة نظام يؤمن حقا بوحدة الدم و المصير كما آمن بها المقاوم المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي مؤسس جمهورية الريف الذي قال يوما "إنني أعلن شخصيا أنه إذا لم تتوقف فرنسا عن  الحرب في الجزائر فسأمتطي فرسي وأقود الثورة بنفسي"، هؤلاء هم الرجال الذين نعشقهم في الجزائر و نهيم بهم من أمثال عمر المختار و الأمير عبد القادر، هؤلاء فقط يبنى معهم اتحاد مغرب عربي لا يهم فيه لمن تكون القيادة فالقضية واحدة و المصير واحد، أما من يتلذذ بالنظر إلى شعبه و هو راكع له و العياذ بالله، فهؤلاء جزاؤهم أن يهجروا في أصقاع الأرض لا أن تمد لهم يد و لا أن تفتح معهم حدود.
و عودة إلى أحداث غرداية، أبشر كل حاقد على هذا البلد، بأن الجزائر كما بالأمس ستخرج من محنتها أقوى بكثير مما هي عليه اليوم، و بيننا الأيام...


صاحب المقال: دكتور بومدين مروان   boumedienems@gmail.com