vendredi 15 mai 2015

الجزائر من بلد المليون شهيد إلى بلد المليون فاسد

ما معنى أن يتهم شخص شخص آخر علنا بأنه فاسد ثم لا يكون هناك تحقيق فيما صدر في حق المتهم؟ لست أدري إن كنا نعيش في دولة يحكمها شيء من القانون أو أننا نعيش في غابة أو زريبة حيوانات كل منا له موقعه الحيواني الخاص به, فهذا أرنب و ذاك ذئب و آخر نعجة و رابع حمار, لست أدري إن كان هناك من انحطاط أكبر من الذي نعيشه اليوم في الجزائر.
بالأمس خرجت علينا شخصية سياسية من العيار الثقيل – هي السيدة حنون رئيسة حزب العمال المعتمد و المرشحة السابقة للرئاسيات- و نوابها المحترمون بالبرلمان باتهام علني لوزيرة الثقافة - السيدة لعبيدي- بالفساد و لا أحد حرك ساكنا, و المثير للسخرية أن الاتهام المذكور وصل إلى قبة البرلمان, فلا رئيس البرلمان و لا النواب (كلاه قلبو = حرك ساكنا). إن كانت السيدة حنون فعلا تملك ملفات فساد مدعومة بحقائق فهي -عند الدول و الساسة و الشعوب المحترمة- مطالبة بتقديم ملفاتها للعدالة و إلا فإنها تعتبر في نظر القانون و الأعراف متسترة و شريكة بطريقة غير مباشرة في الجريمة هذا من جهة, و من جهة أخرى إن لم تكشف عن ملفاتها فهي في نظر القانون كذلك متهمة بالقذف في حق الوزيرة, و هذا هو حال السيدة حنون اليوم. أنا لست هنا لأدافع عن شخص و لا لأحط من قدر آخر, و إنما أردت أن أصرخ في وجه كل النخب (في بعض الأحيان يخيل إلي أن في الجزائر نخب !!!) في هذا البلد سواء كانت هذه النخب سياسية أو غير ذلك, في موقع صنع قرار أو بعيدة عن دوائره, بدأ من الرئيس بوتفليقة و انتهاء بأصغر كاتب مقال في أصغر مدونة, لأقول بأن كل منا عليه مسؤولية أمام الله أولا ثم أمام رجال سنلتقي بهم في الغد القريب هم الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن نعيش أحرارا, و إني و الله لأخشى أن يشهد علينا هؤلاء أمام الله بأنهم أورثونا بلد الشهداء فأورثنا أبناءنا بلد المفسدين, نعم فجيلنا الذي نمثله جميعنا يمثل الحلقة الفاسدة في سلسلة أجيال الجزائر, و سيكتب علينا التاريخ في العقود و القرون اللاحقة بأن هذا الجيل كان السبب الرئيسي في زوال بلد كان اسمه الجزائر...و الله أعلم.
صاحب المقال: دكتور بومدين مروان
التكوين: طبيب أخصائي
متابع للشأن العام الوطني و العربي