mardi 28 juin 2011

مدير التعليم الثانوي بوزارة التربية الوطنية يفتح النار على اللغة العربية

اللغة العربية سبب الاخفاق في الجامعة الجزائرية
 
image قال مدير التعليم الثانوي بوزارة التربية الوطنية سمير بوبكر أمس بأن مزاولة التلاميذ للتعليم باللغة العربية طيلة 12 سنة، التي يتم استبدالها باللغة الفرنسية في المرحلة الجامعية بالنسبة للتخصصات العلمية، يعد من أهم أسباب الإخفاق في الجامعة، فالفرنسية تعتبر لغة أجنبية في التربية الوطنية، في حين أنها تعد لغة ثانية في التعليم العالي، مما يطرح إشكالات كبيرة.
  • وأفاد سمير بوبكر في مداخلة ألقاها خلال اليوم البرلماني حول برامج التعليم في المنظومة التربوية وعلاقتها بالتعليم العالي، بأن الطلبة الناجحين في شهادة البكالوريا يواجهون صعوبات كبيرة في التأقلم مع طبيعة التعليم في الجامعة، التي تعتمد على اللغة الفرنسية كلغة ثانية في تلقين التخصصات العلمية كالطب والتكنولوجيا، مما يعيقهم على فهم الدروس، ويؤدي بهم حتما إلى الإخفاق.
  • وأضاف المصدر ذاته الذي رفض تقديم تصور بديل للحد من نسبة الإخفاق في السنة الأولى جامعي، بأن الفشل في الجامعة بالنسبة للطلبة الجدد مربوط إلى جانب عامل اللغة بعوامل أخرى، أهمها مشكل التوجيه، فالطالب كثيرا ما يجد نفسه في تخصص لا يناسبه أو لا يميل إليه، كأن يتم توجيه حاملي شهادة البكالوريا في شعبة العلوم إلى تخصصات أدبية، وإضافة إلى ذلك فإن الكثير من الطلبة يركزون على بعض التفاصيل فقط في التحضير لشهادة البكالوريا، مما يسبب لهم خللا في الجامعة، ويضاف إلى ذلك صعوبة الاندماج في عالم الجامعة لأن الطالب يجد نفسه ملزما بالاعتماد على نفسه.
  • ونفى مدير التعليم الثانوي بوزارة التربية الوطنية وجود عدم انسجام ما بين برامج الجامعة وكذا التربية الوطنية، رافضا تعليق الإخفاق في الجامعة في مشجب إصلاح المنظومة التربوية، قائلا: "إن برامجنا عالمية وتسمح للتلميذ بمتابعة تعليمه بشكل مناسب، شريطة أن لا يجبر على تغيير الشعبة"، في تلميح إلى طرق التوجيه التي تعتمدها وزارة التعليم العالي، كما أن وزارة التربية تعتمد على تلقين التلاميذ المصطلحات العلمية باللغتين العربية والفرنسية، "في وقت يعتمد بعض التلاميذ على أنفسهم في البحث لتحسين مستواهم في اللغة الأجنبية".
  • وانتقد سمير بوكر الأرقام التي قدمها رئيس لجنة التربية بالبرلمان عبد المالك زير حول التسرب المدرسي التي قدرها بنسبة لا تقل عن 40 في المائة، قائلا بأنه لا يمكن اعتبار كل من يفشل في البكالوريا ضمن المتسربين من المدرسة، كما أن التسرب في تقديره يعني كل تلميذ زاول مرحلة التعليم الإجباري ولم يسعفه الحظ في إتمام دراسته، دون أن يستفيد في المقابل من التكوين المهني.
  • وقال المتحدث بأنه ينبغي أن يوجد  انسجام ما بين منتوج التربية الوطنية والتعليم العالي وعالم الشغل، معلنا عن إستراتيجية تقوم على ترجيح الكفة لصالح الشعب العلمية، من خلال جعل ثلثي التلاميذ في العلمي والثلث فقط في الأدبي، غير أنه عند الوصول إلى المرحلة الجامعية فإن نصف الناجحين في البكالوريا يتوجهون إلى التخصصات العلمية والنصف المتبقي للتخصصات الأدبية بسبب طبيعة المعدلات، مما يؤدي إلى مشاكل كثيرة بسبب التوجيه.
  • وقال البروفيسور محمد الطيب العسكري من جهته بأن هناك قلق حول مستقبل التكوين العلمي والتقني، بسبب هجران التلاميذ لهاتين الشعبتين، قائلا: "إن الغريب في الأمر أن الحاصلين على البكالوريا العلمية يوجهون إلى الأدبي والعلوم القانونية، لأن معدلاتهم غير كافية"، مرجعا الفشل الدراسي إلى التوجيه الخاطئ، داعيا إلى ضرورة اختيار أحسن الأساتذة للتكفل بطلبة شعب الرياضيات والتقني خلال السنة الأولى جامعي، مؤكدا بأن عدد الناجحين في بكالوريا آداب يتفوق بكثير عن البكالوريا العلمية، خلافا لسنوات السبعينات حيث كانت الثورة الصناعية في أوجها.
  • وأعلن المتحدث بأنه سيتم بداية من الموسم الدراسي المقبل فتح ثانوية الامتياز التي تستقبل الطلبة المتفوقين، قصد تعزيز الفروع العلمية والرياضيات والتقنية.