lundi 27 juin 2011

أزمة السكن تعجل الانفجار الاجتماعي في الجزائر

استمرت، أمس، وتيرة الاحتجاج على السكن الاجتماعي مع توسّع رقعتها عبر الولايات، ولم تتوقف الاحتجاجات عند التنديد بقائمة المستفيدين، بل وصل الغضب بالمقصين إلى حد تخريب مقرات البلديات والدوائر، واشتباكهم مع قوات الأمن التي حاولت تفريقهم، مثلما حدث في نفاوس بباتنة.
http://nantes.indymedia.org/attachments/jan2011/emeutes1.jpg
 اعتصم عشرات الأشخاص، أمس، أمام مقر المقاطعة الإدارية لحسين داي بالعاصمة، للمطالبة بلقاء الوالي المنتدب للتعجيل في دارسة وضعياتهم، بعد أن وجدوا أنفسهم خارج قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي.
كما طالب هؤلاء بتعجيل النظر في ملفاتهم مهددين بتصعيد الاحتجاج وتنظيم اعتصامات يومية أمام مقر المقاطعة الإدارية لحسين داي، وقام المحتجون بغلق مدخل الدائرة، مطالبين بحضور الوالي المنتدب، غير أن هذا الأخير كان غائبا، ما اضطر مدير ديوانه للخروج لمواجهة المحتجين مقابل رفع الحصار عن مدخل الدائرة.
بعدها باشر مدير الديوان رفقة مساعديه، في استقبال شكاوى المعتصمين، من خلال تسجيل تظلماتهم واستقبال نسخ طبق الأصل للملفات التي أودعوها منذ أكثر من 25 سنة بالنسبة لبعضهم.
وحسب أحد المحتجين، الذي حظي باستقبال مدير ديوان الوالي المنتدب، ''في الحقيقة الاستقبال لا يعدو أن يكون عملية تسجيل أخرى لا تغني ولا تسمن من جوع''.
 تخريب مقري البلدية والدائرة، واشتباكات مع الأمن في نفاوس
في باتنة شهدت، أمس، بلدية نفاوس موجة من الغضب، احتجاجا على القائمة الإسمية للمستفيدين من حصة 163 مسكن اجتماعي، رغم مرور 6 أيام على تعليقها، وقد قام جموع المحتجين في البداية بغلق مقري الدائرة والبلدية، والاعتصام أمامهما، قبل أن يشهدا عمليات تخريب وتكسير، طالت المكاتب والتجهيزات، وإتلاف الوثائق، وقد أصيبت نحو 5 موظفات بإغماءات، كما تم غلق الطريق الوطني رقم 78 بالحجارة والعجلات المشتعلة، واقتحام مقر الدائرة، حيث نجا رئيسها بأعجوبة، لكونه كان لحظتها بمكتبه. وتدخلت عناصر الأمن لتفريق المحتجين باستعمال الغازات المسيلة للدموع، بعد أن قوبلت بالرشق بالحجارة. وعلمت ''الخبر'' أن قوات مكافحة الشغب التحقت بالمدينة لتعزيز الإجراءات الأمنية، وتم توقيف مالا يقل عن 5 أشخاص، فيما يجري البحث عن آخرين.
 استمرار الاحتجاجات بالبيّض بسبب السكن الريفي
وفي البيّض واصل العشرات من المواطنين، لليوم الرابع على التوالي، محاصرة بلدية ودائرة الأبيض سيد الشيخ، فيما أعلن العشرات منهم الشروع في إضراب جماعي عن الطعام، احتجاجا على قائمة 400 سكن ريفي، التي نشرها المجلس البلدي، صبيحة الخميس الماضي، وقبل أن تجد السلطات الولائية حلا لهذه الحركة، خرج سكان بلدية سيدي طيفور، شرق البيّض، في حركة مماثلة ضد قائمة السكنات ريفية أخرى.
وعلمت ''الخبر'' أن السلطات قررت إلغاء هذه القائمة، وتوسيع اللجنة القادمة لمجموع المنتخبين وأعضاء المجلس الولائي التسعة بهذه الدائرة، علاوة على ممثلي الولاية والمديريات المعنية ''كلما توسعت اللجنة كلما سادت الشفافية''، أضاف نفس المصدر.
 المستفيدون من السكن التساهمي يحتجون بغليزان
وفي غليزان شنّ، أمس، العشرات من المستفيدين من حصتي 150 و75 سكنا تساهميا، الجاري إنجازهما بحي ''لاروبال''، احتجاجا أمام مقر الولاية، لإسماع أصواتهم بعدما ضاقوا ذرعا من تأخر تسليم مفاتيح شققهم من قبل ديوان الترقية والتسيير العقاري.
وقال المحتجون بأنهم يستأجرون مساكن وبعضهم مهدد بالطرد، وآخرون يعيشون أزمة حقيقية في السكن، مطالبين باستقبالهم من قبل الوالي، لأنهم ملّوا الوعود.
 سكان برج الأمير بتيسمسيلت ينتفضون
وفي تيسمسيلت خرج، أمس، سكان بلدية برج الأمير، احتجاجا على تدهور أوضاع التنمية ونقص الخدمات وغيرها من المشاكل اليومية التي مازالت تنغص حياتهم.
واعتصم العشرات من سكان المنطقة أمام مقر دائرة برج الأمير عبد القادر،''تازا''، وهو الاحتجاج الثالث من نوعه، في غضون الشهرين الأخيرين، بسبب تراكم المشاكل وتحوّل مدينة ''تازا'' إلى مدينة ''ميتة''، وهي التي تستعد لاحتضان الجلسات الوطنية للأمير عبد القادر.
وأوضح بعض السكان لـ''الخبر'' أن الوضع أصبح لا يطاق، خاصة في فصل الحر، حيث تدهورت وضعية الأحياء مثل الأرصفة والطرقات، جراء مخلفات أشغال التحسين الحضري، وهو المشروع الذي استحسنه السكان، لكنه تحوّل بمرور الوقت إلى نقمة، فالطرقات لم تعد صالحة للسير والأرصفة منعدمة والغبار يتطاير من كل مكان، والضرر أيضا أصاب الشبكة الجديدة للمياه الصالحة للشرب، حيث بدأت التسربات ولم يعد الماء يصل الأحياء.
قائمة السكن الاجتماعي تثير الفتنة بعين تيموشنت
وفي عين تيموشنت عاشت بلدية تمازوغة احتجاجات المواطنين على قائمة العائلات المعنية بالحصول على السكن الاجتماعي بحي البحيرة الصغيرة، ووجّهوا أصابع الاتهام لمعدّي القائمة، حيث يرون أن هناك بعض المستفيدين من العملية، لم يسكنوا طويلا بالبلدية واستفادوا منها، في حين هناك من أقام بالبلدية أكثر من ثلاثين عاما، والشيء الذي تفاجأوا به حصول بعض المستفيدين على استدعاءات لدفع مستحقات السكن الاجتماعي، المراد الاستفادة منه في هذه العملية.
ويرى المحتجون أن عملية الهدم وتوزيع السكنات الاجتماعية تنطلق من أولوية أقدميه الإقامة بالبلدية، متهمين جهات بالوقوف وراء ترسيم هذه القائمة غير العادلة، مطالبين بإيفاد لجنة تحقيق إلى عين المكان. وقد انتقلت رئيسة دائرة حمّام بوحجر بالنيابة إلى عين المكان، حيث التقت ببعض السكان بمقر البلدية، أين أكدت لهم أن السيدة والي الولاية قررت تجميد القائمة إلى غاية عودة رئيس الدائرة من العطلة.
حرق مقر الدائرة وإغماءات ومحاولات انتحار بالعلمة   
وفي سطيف قام المئات من المواطنين، منتصف نهار أمس، بحرق جزئي لمقر دائرة العلمة، حيث تصاعدت ألسنة اللهب، وحاول الكثير من الشباب الغاضب التقرّب من مقر البلدية وحرقه أيضا، لكن مصالح الأمن أقامت حاجزا بشريا من رجال الشرطة لمنع المحتجين من التقرب نحو باقي المقرات الرسمية.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد قيام مصالح الدائرة، فجر أول أمس، بتعليق القائمة الخاصة بالمستفيدين من السكن الاجتماعي عبر أكثر من عشرين حيا بعد تأخر كبير، حيث ضمت هذه القائمة 963 مستفيد منهم 544 تتجاوز أعمارهم 35 سنة، و169 مستفيد تقل أعمارهم عن هذا السن، إضافة إلى 250 عائلة تقطن في ''الحارات'' والبنايات الهشة تم ترحيلها إلى عمارات في مشتة جرمان.
وقد توافد المئات من المواطنين الذين لم يستفيدوا من السكن على مقر الدائرة، وهناك حاولوا أن يتحدثوا مع المسؤولين المحليين لإعطائهم تفسيرات حول أسباب إقصائهم، غير أنهم لم يجدوا أي موظف في المكاتب، حيث فضل عمال الدائرة ورئيسها الفرار مباشرة بعد تسجيلهم توافد المواطنين على المقر، وقد دخل العشرات من المحتجين إلى المكاتب ومنها مكتب الرئيس مثلما شاءوا، وقاموا بتخريب بعض التجهيزات، وسجل حضور رئيس المجلس الشعبي الولائي وأحد البرلمانيين ورئيس الأمن الولائي للتفاوض مع المحتجين ومطالبتهم بانتهاج السلوك القانوني والطعن في الأسماء التي يرونها غير مؤهلة للاستفادة.
وأمام التزام عناصر الأمن بتوصيات القيادات الأمنية، بعدم التدخل تفاديا لحدوث أي أزمات جديدة، فإن بعض المحتجين استغلوا الوضع وباشروا عملية حرق مقر الدائرة باستعمال مادة البنزين التي جلبوها بكميات كبيرة، حيث سارع رجال الحماية المدنية لإطفاء الحريق خوفا من أن يشمل بعض المقرات القريبة.
وقد سجلنا في هذه الاحتجاجات أيضا الكثير من محاولات الانتحار، منها قيام شاب يبلغ من العمر 29 سنة بشرب مادة البنزين، وتم نقله على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى صروب الخثير، إضافة إلى صعود شابين فوق عمود حديدي خاص بالهاتف النقال وتهديدهما بشنق نفسيهما بالحبل.
وسجل أيضا عويل وصراخ عشرات النسوة داخل مقر الدائرة، مع دخول البعض منهن في إضراب عن الطعام، ويطالب المحتجون بإلغاء هذه القائمة التي ـ حسبهم ـ لم تمس المحتاجين الحقيقيين لهذا النوع من السكنات.